الإكثار النسيجي للنخيل الثمري
- 11 January , 2016 -
- دراسات وبحوث زراعية
الإكثار النسيجي للنخيل الثمري
الدكتور مجد جرعتلي – دكتور في العلوم الزراعية – إختصاص زراعة الخلايا والأنسجة النباتية
دراسات خضراء
مقدمة :
لم يعد مجديا الحصول على أعداد كبيرة من أشجار النخيل الثمري بطرق إكثاره الإعتيادية الشائعة بواسطة زراعة الفسائل التي تنمو بجوار أشجار النخيل المؤنثة , كما ليس بالإمكان زراعته بواسطة البذور لأن أغلب البذور المنتشة تكون مذكرة لا تنتج ثمارًا , لذلك كان من الضروري اللجوء إلى إكثاره نسيجيا في ” مختبرات زراعة الخلايا والأنسجة النباتية “, وهذا يعتبر الحل الأمثل والأسرع الذي من خلاله يمكن الحصول على الأعداد الكبيرة عالية الجودة و التي تسد الإحتياجات المتزايدة على طلب هذه الشجرة المباركة .
أشجار النخيل :
تنتمي أشجار النخيل إلى عائلة ” Arecaceae ” والتي سميت سابقا بعائلة النخيليات ” Palmaceae ” وهي عائلة تشمل كافة أنواع النخيل المعروفة في العالم، والذي يصل تعداد أجناسها إلى أكثر من 202، ونحو 2600 نوع، وهي من عائلة النباتات المزهرة، المرتبطة من ترتيب ” Arecales” في عائلة النباتات أحادية الفلقة .
وتعتبر شجرة نخيل البلح أو التمر( phoenix dactylifera- Date Palm)،من أهم أنواع هذه العائلة والتي تعتبر الأكثر استغلالا على الصعيد البشري، من بين أنواع النخيل عبر العصور منذ ألاف السنين فقد كانت وما تزال الصديق الوفي والكريم للإنسان حيث تعطيه أطيب الثمار ذات القيمة الغذائية العالية .
وتعتبر أشجار النخيل من الأشجار القديمة جدا على سطح الأرض فلقد أكد علماء الجيولوجيا من خلال المستحاثات التي تم فحصها من قبلهم على وجود النخيل منذ 80 مليون عام أي في العصر الطباشيري .
أما تاريخ زراعة النخيل والإستفادة منه فتعود إلى مناطق ” وادي الرافدين ومنطقة الخليج العربي ومصر ” قبل نحو 5000 سنة. كما يعتبر الوطن العربي من أكثر المناطق التي تحتوي على النخيل الثمري في العالم حيث تبلغ نسبته 90 % من نخيل العالم، وتنتج هذه الثروة النباتية ما يزيد عن 80 % من تمور العالم.
أهمية وفوائد إعتماد تقنيات ” الإكثار النسيجي ” :
من خلال تخصصي و بحوثي وعملي بما يزيد عن 25 سنة في الإكثار النسيجي في مختبرات زراعة الخلايا والأنسجة النباتية في العديد من الدول الأوربية والوطن العربي في الزراعة النسيجية لأغلب النباتات ومنها النخيل الثمري , لاحظت الفوائد الهائلة والمفيدة للإكثار النباتي النسيجي الذي يعتمد على علوم التقانة الحيوية وعن الفوائد المادية والعلمية التي تجنيها الشركات والدول والتي وضعت هذا العمل التقني الحديث في أولويات إهتماماتها , وفي الوقت نفسه كانت وللأسف الشديد أغلب الدول العربية غير مهتمة به بالقدر الكافي وبعضها كان مغيبا تماما في دولها , لذلك أنصح بإعتماد هذه الطريقة من التكاثر وإنشاء المشاريع التي تعتمد على ” التقانة الحيوية Biotechnology ” بكافة أنواعها وفي مقدمتها ” التقانة الحيوية الخضراء ” والتي تتمثل في إنشاء مختبرات لزراعة الخلايا والأنسجة النباتية , لإكثار وإنتاج كافة النباتات والمزروعات التي تستورد من الخارج بأسعار خيالية , أو إكثار النباتات البيئية المنقرضة أو شبه منقرضة وإعادة إستزراعها في بيئتها الأصلية وإعادة دورها البيئي الهام .. , بالإضافة إلى إكثار وإنتاج الشجرة المباركة النخيل الثمري .
” فوائد وأهمية إنتاج النخيل الثمري النسيجي في مختبرات زراعة الخلايا والأنسجة النباتية “
الفوائد والأهمية الإقتصادية :
- الإنتاج الهائل في العدد من أشتال النخيل الثمري النسيجي.
- الإنتاج الكبير ضمن حيز ضيق (مبنى المختبر) مقارنة بالإنتاج بالطرق العادية الأخرى التي تحتاج إلى أراضي زراعية كبيرة وبيوت بلاستيكية واسعة ( مدفأة ,أومكيفة) ومكلفة جداً.
- الإنتاج النسيجي يكون على مدار أشهر السنة دون إنتظار مواسم وفصول الإنتاج والتكاثر العادي.
- عدم التأثر بالظروف الخارجية الجوية من العوامل المناخية الغير مساعدة .
- السرعة الفائقة في الإنتاج إذ يمكن الحصول على مئات الألوف من الأشتال النسيجية بفترة زمنية قصيرة .
- إنتاج أشتال وفسائل سليمة خالية من الأمراض النباتية ومقاومة للأمراض الفيروسية الفتاكة.
- إنتاج أشتال وفسائل ذات إنتاجية مرتفعة ونوعية ممتازة .
- الإعتماد على أجزاء تكاثرية بسيطة للإنتاج الخليوي و دون الإعتماد على نباتات أمهات عالية التكلفة في أثمانها وكلفة إيوائها وتربيتها .
- إمكانية بيع وتصدير كافة الأشتال والغراس النسيجية المنتجة في المختبر إلى كافة دول العالم.
- لا ينتج عن العمل المخبري أي نفايات (غازية أوسائلة أو صلبة) تضر بالإنسان أو بالبيئة أوبكافة أشكال الحياة.
المواصفات التي تتميز بها أشجار ” النخيل النسيجي “
- تعتبر أشجار النخيل النسيجي أشجارا موثوق بها ومعروفة النوع والصنف ” حسب البصمة الوراثية “
- تتميز أشجار النخيل النسيجي بسرعة نموها الجذري والخضري .
- تتميز أشجار النخيل النسيجي في إنتاجها الثمري المبكر بعد( 2 – 4 ) سنوات
- أشجار النخيل الثمري النسيجية تتميز بتجانسها في الحقل بأحجامها ونموها .
- النخيل النسيجي متفوق بخلوه من الأمراض والحشرات وبحالة صحية ممتازة
- تتميز أشجار النخيل النسيجي بنظام جذري وخضري قويان يضمنان لها النمو والثبات في الأرض المزروعة به.
- امكانية زراعة أشجار النخيل النسيجي بأي فصل من فصول السنة.
- تعتبر أشجار النخيل النسيجي ذات تكاليف اقل واوفر خاصة في مجال الشحن والنقل.
- نسبة الفاقد من النخيل النسيجي ضئيلة جدا.
أشهر أصناف النخيل الثمري و التي يتم إكثارها في مختبر زراعة الأنسجة النباتيه :
البرحي وعجوة المدينة و دجلة نور ونبوت سيف ومجدول و رشودية و سكري و العنبرة و روثانا وخلاص و نبتة علي و صقعي و أبو بدير و خنيزي أبيض و هلالي و فحل مدينة العين والعديد من الأصناف التي نرغب في إكثارها نسيجي …
برنامج إكثار وتطوير وحفظ النخيل الثمري :
أقترح أن لا تقتصر برامج وعمل مختبرات زراعة الخلايا والأنسجة النباتية على الإكثار النسيجي للنخيل الثمري فقط بل أن تعمل على عدة مواضيع في غاية الأهمية وهي :
- 1. تحسين وتطوير الأصناف المحلية من النخيل الثمري .
إن تغير الظروف البيئية المحلية وتغير مقاومة الحشرات والأمراض للمبيدات وعدم الرضا عن الإنتاجية المتواضعة لبعض أصناف النخيل الثمري المحلية يدعونا إلى العمل من خلال الزراعة النسيجية على تحسين وتتطوير تلك الأصناف وبالشكل الذي يؤمن إحتياجات السوق و يلائم بيئتنا و يلبي ذوق المستهلك المحلي لتلك المحاصيل . - إكثار الأنواع والأصناف النباتية القليلة العدد أو الشبة منقرضة من النخيل الثمري.
هنالك العديد جدا من الأنواع والأصناف من النخيل الثمري الهامة في وطننا العربي والتي غدت نادرة أو قليلة جدا ومنها ما هو شبه منقرض ولا يمكنه التكاثر بالشكل الطبيعي لمعاودة إنتشاره في الطبيعة من جديد , فيجب إكثارها نسيجيا للحصول على الأعداد الكبيرة و الكافية وإعادة إستزراعها من جديد في موطنها الأصلي. - إنتاج أصناف من النخيل الثمري ذات مواصفات عالمية و خالية من الأمراض.
يعاني أصحاب المشاتل الزراعية من عدم تصدير منتجاتهم من أشتال وفسائل النخيل الثمري إلى الدول الخارجية لأنها منتجة بطرق الإكثار العادي والغير نسيجي وهذا ما يؤدي إلى بقاء كميات هائلة من الأشتال دون الإستفادة منها و تسبب الخسائر الفادحة لهم, أما في الإنتاج النسيجي فإنه يمكن تصدير كافة الأشتال والغراس لأن الإنتاج المخبري هو إنتاج نظيف ومعقم وخالي من كافة الأمراض . - تطوير الأصناف ذات الميزات الخاصة من النخيل الثمري.
حققت مختبرات زراعة الخلايا والأنسجة النباتية العديد من الإنجازات العلمية الهامة وذلك في إنتاج وتطوير المحاصيل الزراعية التي تتميز بإرتفاع القيمة الغذائية وذلك في نسب ( الفيتامينات, البروتين,النشويات ,السكريات ,الزيت..) وينطبق هذا على النخيل الثمري حيث يمكن إنتاج أصنافا مرغوبة من حيث حجم الثمرة أو نسبة السكريات أو حتى موعد النضج …
- حفظ الذخائر الوراثية للنخيل الثمري بطرق الحفظ الخليوي.
تتعرض العديد من الأنواع والأصناف النباتية النقية وعلى رأسهم (النخيل الثمري) في الوطن العربي إلى خطر الزوال أو خطر الإختلاطات الوراثية التي تؤدي إلى تغيير هذه الأصناف إلى أصنافا مغايرة تماما والطرق التي تحفظ بها حاليا ( كأشجار أو بذور) غير مجدية علميا, لذلك كان من الواجب حمايتها وحفظها من الضياع أو التشتت وتعتبر طريقة ” الحفظ الخليوي ” في مختبرات زراعة الخلايا والأنسجة النباتية من أحدث وأفضل الطرق لحفظ تلك الثروات النباتية من الضياع والتي لا تقدر بثمن. - إنتاج الأصناف النادرة والصعبة التكاثر من النخيل الثمري.
تعتبر طريقة الإكثار النسيجي المخبري من أفضل الحلول لإكثار الأصناف النباتية النادرة والصعبة التكاثر من النخيل الثمري بطرق التكاثر العادي والتي تستورد وبأسعار غالية وخيالية . - إنتاج أصناف جديدة من النخيل الثمري.
تعتبر طريقة الإكثار النسيجي المخبري من أفضل الطرق لإنتاج أصنافا جديدة من كافة المحاصيل الزراعية ومنها ” النخيل الثمري ” وذلك بواسطة إحداث الطفرات الصناعية الموجهة وبرامج الهندسة الوراثية النباتية ومنها إنتاج أصناف ذات مواصفات متفوقة في الإنتاجية أو مقاومة للظروف البيئية ومقاومتها للأمراض والحشرات التي تصيبها وفي قمة هذه الحشرات ” سوسة النخيل الحمراء ” .
للمزيد من المعلومات عن دراسة وتنفيذ مختبر لإنتاج النخيل الثمري النسيجي يرجى الإتصال مع :
الدكتور مجد جرعتلي
Mobil/ WhatsApp ; 00971526203888
- info@green-studies.com
- mjuratly@gmail.com